الى روح جدي
غرفة رطبة مظلمة
والمطر الجنائزي يتعاظم
تلك الستائر المعتمة تنذر بحزن قادم
ممنوع النظر لصبية اشقياء
سعال ذلك العجوز الشبح يقصف
كرعد في ليلة كانونية مهيبة
تلك العجوز في السرير المجاور
تغط في نوم عميق ..هرمة تعبة
أعيتها سنوات ثمانون
كما هذا العجوز في شبابه
…وشيخوخته المعتلة
الواحدة بعد منتصف الليل
الزمن ينسل من تجاعيد هذا الشيخ ..وينساب بعيدا
ليعلن عما قريب نهاية الرحلة
ها هو يتفرس بتلك الصورالمغبرة على الجدران
ليته يعرف لمن تعود
فالذاكرة أحيلت الى التقاعد
وجوهها ترقبه بٕاشفاق
وذلك القابع في زاوية ما من الغرفة
ليصحبه الى البعيد
يجلله السواد وشهقات ٔاخيرة لكل من رحل
ونحيب وروائح بخور
أصبح مؤنسه الوحيد في ليالي كانون الباردة
لم يعد جلفا ٔاو عجول
ها.. ٔايها الشيخ الجليل ٔاما حان وقت الرحيل –
ليس بعد يا ولدي ..ليس بعد –
ولم النتظار ٔايها الشيخ –
بي رغبة لستنزاف بقايا حياة ..وصور –
انت لم تخبر حياة البشر
…يا ولدي ..انها سطوة الزمن
ورغبة في المزيد
اسف ٔايها الشيخ لم يبق من مزيد –
حان الوقت…
حسنا يا ولدي لن ٔأوخرك ٔاكثر –
…انطلق بنا
ولكن على رسلك ..فعظامي شاخت
…ل تهتم ٔايها الشيخ فطريقنا عبر السحاب –
والحقول الزرقاء
ولكن ياولدي –
لنعرج قليال على ٔاضرحة األولياء في هذه الجبال الوعرة
لنٔاخذ مٔوونتنا من البخور و الصلوات
سيحرسوننا في رحلتنا الطويلة يا ولدي
قل لي يا ولدي ..الى ٔاين وجهتنا
– ٕاليه يا جدي ..ٕاليه :
« …والجاعل السحاب مملكته الماشي على ٔاجنحة الريح »
والجاعل السحاب مملكته
Temps de lecture : 2 minutes